عبدالرحمن العليان
عبدالرحمن العليان
-A +A
عبدالرحمن العليان
تابعت تداعيات تصريحات بعض وزرائنا في برنامج الثامنة أخيرا، عندها تذكرت مقولة خالد الفيصل عندما قال: نجحنا قبل النفط، ونجحنا مع النفط. فقبل النفط ساد أجدادنا المعمورة وعمروها بالحضارة شرقا وغربا، وبوجود النفط تقود بلدي العالم في مجالات عديدة حضارية واقتصادية، فنحن ضمن الدول جي 20 الاقتصادية ومن الذين يديرون اقتصاد العالم، واستطعنا في مدة قصيرة جمع تحالف لإعادة الشرعية لليمن من الانقلابيين، واستطعنا جمع أكثر من 40 دولة إسلامية وعربية في تحالف ضد الإرهاب لم يشهد له التاريخ مثيلا بعد الحروب العالمية.

يستطيع بلدي ورجاله توظيف ما حبانا الله من قوة سياسية واقتصادية ودينية في الدفاع عن قضايانا العربية والإسلامية إقليميا ودوليا، وصوت المملكة في كل مجال يحسب له حسابه في المنظمات الإقليمية والدولية. أما بعد النفط فنحن متفائلون بأن نكون من قادة العالم في تحولاته الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والسياسية كما كنا قبل النفط.


أثرت ثورة النفط والغاز الأمريكية على أسعار النفط ومشتقاته، ولظروف معينة سياسية وإقليمية تبنت السعودية قيادتها للسوق بزيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار بهدف وقف الإنتاج في الأماكن العالية التكاليف! فبلدي هي اللاعب الرئيسي في سوق النفط، فمنظمة أوبك تعتبر لا شيء دون الدور السعودي الذي ظهر من خلال موافقة المملكة أخيرا على المحافظة على سقف إنتاج معين لتثبيت أسعار النفط خلال الاتفاقات الموقعة داخل وخارج أوبك.

إن التحديات المتمثلة بقوانين التغير المناخي المتوقعة في المستقبل القريب، وكذلك نمو الطاقة المتجددة، ستضغط وبلا شك على أسعار النفط مستقبلا، والأمل في الخطط الطموحة في التحول نحو عمليات التكرير والصناعات المرتبطة بها وما تحمله من قيمة مضافة بدلا من بيعه خاما وبسعر رخيص. كثير من الصناعات ما زالت مرتبطة بمشتقات النفط، وهذا يعطي أن التحول الذي تبناه وزير الطاقة في هذا الاتجاه من خلال التوسع في الأسواق والصناعة البتروكيماوية وطرح جزء من عمليات أرامكو تتجه نحو هدف التوسع نحو الاستفادة من القيمة المضافة مع الاستمرار في كوننا اللاعب الرئيسي للنفط في سياسته وتقرير إنتاجه في هذا العالم.

قديما، سأل أحد الصحفيين توماس أديسون عن شعوره حيال 25 ألف محاولة فاشلة قبل النجاح في اختراع البطارية، فقال «لست أفهم لم تسمها محاولات فاشلة؟ أنا الآن أعرف 25 ألف طريقة لا يمكن بها صنع بطارية!». مع إيماننا وثقتنا بالله يحمل الإنسان السعودي بإيجابيته خبرات عديدة من التجارب بحلوها ومرها، وأمامنا العديد من التحديات محليا وإقليميا ودوليا، ولدينا العديد من الفرص التي تم استغلالها والتي لم يتم استغلالها بعد، وبقي أن نرتب أوراقنا من جديد وبطريقة منهجية وعلمية ومخطط لها بشكل مدروس، علينا أن نملأ قلوبنا بعنصر الثقة والحماس لكي ننجح، علينا أن نكون صريحين ومباشرين، خصوصا في ما يتعلق بمستقبلنا ومشاريعنا، يتوجب علينا إعداد الخطط البديلة والمدروسة وعدم الاعتماد على الأفكار والقرارات الفردية، لكي نصل للنجاح.